نظمت وزارة التربية والتعليم العالي في مقر المعهد الوطني للتدريب التربوي، ومن خلال الادارة العامة للمتابعة الميدانية لقاءاً هاماً حول إدارة الازمات ورفع مستوى الجهوزية في حالات الطواريء، وقد ضم اللقاء الذي يستمر لمدة يومين ممثلين عن الارتباط العسكري الفلسطيني، والهلال الاحمر الفلسطيني، ووزارة الحكم المحلي، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، بالاضافة للادارات العامة المعنية في الوزارة، وطاقم المعهد الوطني للتدريب التربوي، ومدراء التربية من كافة المحافظات.
وقد تمحور اللقاء حول رفع مستوى الوزارة وتطوير قدرتها في ادارة الأزمات الطبيعية والازمات الناجمة عن الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للحفاظ على المسيرة التعليمية، وحماية أمن وسلامة الطلبة والمعلمين والمؤسسات التعليمية، والعمل على توفير ما يلزم من جهوزية مسبقة والاستجابة السريعة للوصول الى الاهداف قصيرة وبعيدة المدى في التعافي والتكييف الايجابي في ظل هذه الظروف الطارئة. ومن خلال هذا التصور، ارتأت الوزارة ضرورة العمل على بناء خطة شاملة للطواريء والحماية والمناصرة بالتعاون مع كافة المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، على أن تتوائم هذه الخطة مع الخطة الوطنية التي تشمل كافة القطاعات الاخرى.
وفي افتتاح اللقاء رحب أ. أحمد ناصر النائب الاداري في المعهد الوطني بالحضور، مؤكداً على أهمية هذا اللقاء لما يحمله من دلالات واضحة على ضرورة توفير الحماية والمناصرة للمؤسسات التعليمية بكافة عناصرها.
من جانبه، أكد م. فواز مجاهد الوكيل المساعد للشؤون الادارية والمالية أن الوزارة بحاجة ماسة لتشكيل خلية ازمة تتسم بالشراكة الحقيقية والفاعلة بحيث تبقى على جهوزية كاملة للاستجابة لمختلف أنماط الطواريء الطبيعية والبشرية الناجمة عن الانتهاكات الاسرائيلية، بهدف الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية وتوفير الامن والسلامة لكافة مكونات العملية التعليمية وتوفير ما يلزم من إعداد مسبق للتعاطي مع كافة الظروف والاحداث. وفي حديثه، تقدم بالشكر الجزيل لكافة المؤسسات العاملة في مجال الحماية والمناصرة، خاصاً بالذكر الارتباط العسكري الفلسطيني مثمناً دورهم الفاعل في التعاطي مع كافة الظروف الناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي.
بدوره عقّب أ. محمد سامي مدير المتابعة الميدانية على ضرورة العمل مع كافة الجهات المعنية لبناء خطة شاملة للتعامل مع الحالات الطارئة وتوفير الحماية والمناصرة للمؤسسات التعليمة خاصة المدارس كونها أكثر عرضة من غيرها للأنتهاكات المتكررة من الأحتلال الأسرائيلي، كما شدد سامي على ضرورة عمل الشراكات الحقيقية مع كافة المؤسسات المعنية للوصول إلى خطة قابلة للتطبيق وقادرة على توفير الدعم استجابةً للحالات الطارئة في الميدان.
بدوره تناول أ. محمد القبج –خبير اليونيسكو في التعليم في حالات الطوارئ- موجز عن الأنتهاكات الأسرائيلية بحق العملية التعليمية كونه كان مديراً عاماً للميدان التربوي وشدد على ضرورة الأسراع في بناء خطط الطوارئ لما لها من أهمية في استشعار الكوارث وإعداد الخطط المسبقة للأستجابة السريعة للوصول إلى حالة من التعافي والتكييف الإيجابي. وأكد ان الوزارة بحاجة إلى وجود شراكات حقيقية ومستدامة في مجال التعاطي الإيجابي مع الطوارئ.
ويتخلل اللقاء ورشة عمل تمتد ليومين بهدف تعزيز التوعية لإدارة الأزمات وإعداد سيناريوهات عملية وتحديد دور كل من الوزارة والشركاء المحليين والدوليين في إدارة الأزمات والتعاطي مع الكوارث المحتملة، حيث تستضيف الوزارة الخبير المصري في مجال الطوارئ د. مصطفى تاج الدين بدعم من معهد ICON والدول الداعمة لقطاع التعليم JFA، كما سيتبع هذا اللقاء مرحلتين متتاليتيين للإعداد والتحضير والتدريب تستمر حتى شهر أيار 2017.
ومن المتوقع أن يفضي هذا اللقاء إلى زيادة قدرة الوزارة في التعامل مع الحالات الطارئة وذلك من خلال بناء خطة طوارئ فاعلة قادرة على الإستجابة السريعة للحالات الطارئة بالإضافة لإعداد فريق مدرب في الوزارة قادر على التعامل الإيجابي والمرن مع كافة الإنتهاكات والكوارث.