أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي، من خلال معهدها الوطني للتدريب التربوي، اليوم، الملتقى التربوي، بعنوان: " تجارب تربوية ناجحة جديرة بالتوثيق والتعميم "، وذلك برعاية ومشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة.

وحضر الملتقى كل من مدير عام الاميدايست السيد جون لايت ومدير عام الUSAID في فلسطين السيد بسام قرط ورئيس لجنة الملتقى والقائم بأعمال مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي د. ريما دراغمة، بالإضافة لعدد من المديرين العاميين ومدراء التربية والتعليم، وحشد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، وممثلين عن المؤسسات التعليمية الشريكة الوطنية والدولية والأسرة التربوية.

ويأتي هذا المؤتمر ضمن مساعي المعهد الوطني للتدريب التربوي بإحداث التغييرات والإصلاحات التربوية المنشودة من خلال بناء قدرات العاملين في وزارة التربية من معلمين ومديرين، ورفد صانعي السياسات ومتخذي القرارات في الوزارة ببيانات تساهم في تحقيق تعليم وتعلُّم نوعي مستدام.

ويهدف الملتقى الى توفير فضاء تربوي موسع، يتم من خلاله عرض تجارب ومشاريع تخرج ناجحة للمعلمين والمديرين والطواقم المساندة، بهدف المساهمة في بناء حوار تربوي تشاركي، بغية تعميم المعارف والمهارات والخبرات والتوجهات الكفيلة بتحسين الممارسات الصفية والاداء العام، بما يعزز مكانة الطالب الفلسطيني، ودمجه في تشكيل المنظومة التربوية داخل المدرسة.  

وفي افتتاح الملتقى رحب صيدم بالحضور والمؤسسات الشريكة، مؤكداً على أهمية وجود أفكار ابداعية خلاّقة مع ضرورة تنفيذها على ارض الواقع، بهدف تعميم الفائدة على جميع العاملين في السلك التربوي، خاصاً بذلك المعلمين والمعلمات، وتطرق صيدم إلى حجم المنافسة الكبير في العالم وضرورة أن يضع المعلم الفلسطيني لمسات واضحة محلياً واقليمياً وعالمياً، وهذا تماماً ما يحدث ضمن الفهم التربوي الفلسطيني، وتحدث عن أهمية وجود تطور حقيقي مع ضرورة ان يبدأ بفكرة قابلة للتطبيق ومن ثم مداولة تلك الفكرة لتعميم الفائدة على الجميع.

ومن جانب آخر تناول صيدم تطوير التعليم الذكي مع التأكيد على ضرورة عدم وجود حقائب مدرسية كما الحال في فنلندا، وهذا يتطلب أفكاراً جديدة ذات مضمون تربوي قابل للتجربة والخطأ للوصول إلى النتائج المتوقعة، كما تحدث صيدم عن وضع التعليم في غزة التي خاضت ثلاثة حروب متتالية، حيث استطاع المعلمون والطلبة هناك من بناء اسطورة في التحدي والأمل وتجاوز كل المعيقات في سبيل الوصول لتعليم نوعي، مؤكداً على ان النظام التعليمي بتوجهاته المستقبلية من أهم قواعد النمو لأي بلد، وفي نهاية حديثة شكر المعهد الوطني على هذا الملتقى كما شكر الشركاء المحليين والدوليين على جهودهم المتواصلة في تطوير ودعم عملية التعليم الفلسطينية.  

بدورها، أوضحت دراغمة أن هذا الملتقى يأتي امتداداً لبرنامج تطوير القيادة والمعلمين LTD ليتوج بعروض وتجارب تربوية جديرة بالتوثيق والتعميم، حيث استمرت هذه المبادرات التربوية من قبل المعلمين بعد انتهاء فترة التدريب كدليل على اثر الاستدامة في التدريب الذي تلقوه خلال عام كامل. ويأتي هذا الملتقى تتويجاً لجهود مشتركة بين المعهد والأميدايست ومديريات التربية والتعليم، حيث قام برنامج القيادة والمعليم بتأهيل 2500 معلم/ة وبالاضافة ل 500مدير/ة مدرسة، ويشكل هذا الملتقى حاضنة لاستيعاب كافة المبادرات والأفكار الابداعية والتجارب البنّاءة من كافة شرائح العملية التعليمية بما يصب في خدمة المنظومة التربوية، بالتركيز على تفعيل دور الطالب وتنويع طرق الاستفادة من المعلومة. 

كما تناولت دراغمة أثر برنامج القيادة والمعلمين على تطوير البنية التحتية في المدراس من خلال تحسين البيئة المدرسية وتأهيل شبكات الانترنت والحواسيب وتزويد المدراس بالألواح الرقيمة التفاعلية خاصة المدراس المندرجة ضمن البرنامج، ويأتي هذا الملتقى ليناقش المشاريع التي قدمت من قبل المعليمن حيث تم تحكيم 93 تجربة وكانت الجودة هي معيار الاختيار أملاً في اعداد المعلمين ليكونوا أهلاً للمسؤولية الملقاة على عاتقهم.

وفي نهاية كلمتها شكرت دراغمة معالي وزير التربية والتعليم العالي ومؤسسة الأميدايست وكافة المعلمين والمعلمات المشاركين بتجاربهم  الابداعية في هذا الملتقى.

ومن جانبه رحب مدير عام الأميدايست جون لايت بالحضور والقائمين على الملتقى، متطرقاً إلى أن التجارب والابداعات المدرجة ضمن فعاليات الملتقى تعكس مستوى التفكير الرائع لدى المعلمين والمعلمات، وتظهر ثقتهم العالية بالقدرة على التغيير في المستقبل، وتطرق لايت إلى ان التعليم يوفر المهارات التربوية الضرورية للطلبة وتلك التجارب بالضرورة تعمل على تطوير المدراس للسنوات القادمة من خلال المواضيع المطروحة مثل معمل للرياضيات والتعلم بالتجربة والإدارة الذاتية للصف وبيئة خضراء، كل هذه المبادرات تثير فضول الطلبة وتحفزهم أن يكونوا باحثين عن المعرفة ومشاركين بها. كما تطرق إلى أن تلك المبادرات تحفز الطلبة على طرح طرق تعليمية حديثة ممكن ان يتبناها المعلمون مستقبلاً ويبنون عليها استراتيجيات هامة في تطوير العملية التعليمية ودفع مستقبل الطلبة للأمام. 

وبعد جلسة الافتتاح تم تقسيم المشاركين الى 4 مجموعات رئيسية: المجموعة الأولى الإدارة المدرسية والتي تم من خلالها مناقشة مبادرات تتعلق بنشر الوعي البيئي بين الطلاب في بيئة آمنة وجاذبة، وبيئة تعليمية آمنة محفزة جاذبة، وكياني في مدرستي، ومعاً نرتقي، ولنرتقي بأداء المعلمين في بيداغوجيا التدريس.

 بينما تناولت المجموعة الثانية في الادارة المدرسية المواضيع التاليه: التنوع في اساليب التدريس وأثره على المدرسة الفاعلة، هيا نتحدث اللغة الانجليزية، وحدنا نفعل القليل معا نفعل الكثير، نحو تعليم ريادي معلم مؤهل وطالب متميز، وبمدرستي أرتقي. 

وتناولت المجموعة الثالثة مواضيع تخص اللفة العربية واللغة الانجليزية وهي: Palestine Holy land to the world for the tenth grade, integrative learning,  واقرأ وارتقي، لغتي تشويق وعطاء وابداع، تصميم سر ارتقائي.

وفي المجموعة الرابعة تناولت مواضيع خاصة بتطوير الجانب التربوي في مادة العلوم من ضمنها: صناعة معطر جو، والخبير الصغير (معا وسويا نتعلم العلوم)، والتعلم بالتجربة والأدارة الذاتية للصف، وتوظيف الأجهزة التفاعلية والانترنت في التعليم، والتحقق من دقة الملاحظات عند القيام بنشاط منهجي في مبحث العلوم. 

أما المجموعة الخامسة تناولت مواضيع تربوية في الرياضيات والتكنولوجيا مثل: ابداعات تكنولوجية، واصنع بنفسك أتدوير النفايات)، واستخدام برنامج الجيو جيبرا واللوح التفاعلي في التمثيل البياني للاقتران التربيعي، ورحلة علمية معرفية في وحدة القياس للصف الخامس، ومعمل الرياضيات. 

وفي اختتام الملتقى تم ترتيب جولة للاطلاع على ملخصات البوسترات المختلفة وتم مناقشة بعض العناوين البارزة مع ذوي الشأن.